التدين الشكلي : تدينٌ مغشوشٌ، فيه يكتفي صاحِبُهُ مِن التدين بـ "الطقوس الشكلية"، مع "إهمال القيم والأخلاق" التي هي "المقاصد الحقيقية والروح الحقيقية" لشعائر الإسلام.
[فالشعائر] الإسلامية ليست مجرد "طقوس"، وإنما هي "وسائلٌ للمقاصد التي تُزَكِّي النفسَ بمنظومة القيم والأخلاق".
أما الذين يكتفون من التدين بـ "الطقوس الشكلية"، فإنها "لن تُغْنِيَ عنهم شيئاً"؛ ورُبَّ صائمٍ ليس له مِن صيامه إلا الجوع والعطش، ومَن لم تنهه صلاتُهُ عن الفحشاء والمنكر لم يَزْدَدْ مِن الله إلا بُعْداً.
[نعم]، بُنِيَ الإسلامُ على الفرائض الخمس - الشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج- ، لكنْ، هذه الفرائض الخمس ليست كل الإسلام، وإنما هي "أساسُ البناءِ الشامخ الذي [يقوم عليه] الإسلامُ"؛ و"الأساسُ" لا يُغْنِي عن "البناء"، كما أن "البناء" لا يقوم بدون "الأساس".
وكلُّ فرائض الإسلام هذه، [وكلُّ شعائره، وكلُّ تعاليمه]، لها غاياتٌ ومقاصدُ قِيَمِية وأخلاقية، تدور كلها حول "تزكية النفس"، و"إقامة الصلاح والفضائل في الأسرة والمجتمع".
الدكتور محمد عمارة