التواصل الاجتماعي -الفيس بوك- تلك النعمة التي لو تم استغلالها فيما يرضي الله لأصبحت منارة تشع بالإسلام الصحيح وتنشره وتدعو إليه بأقل مجهود، ومن خلالها يتناصح المسلمون فيما بينهم، وتقرب البعيد، وهي نعمة جعلت أفراد الأمة تتواصل فيما بينها بالرغم من بعد المسافات دون الحاجة لتأشيرة دخول..
ولكن للأسف هناك من بني جلدتنا من استغل تلك النعمة أسوء استغلال، فحولها إلى نقمة فكانت طريقه السهل لنشر الشائعات والفتن، فما أن يكتب كلمة كاذبة إلا وتنتشر مثل الرماد لا يستطيع أحد إيقافها، فتنتقل من صفحة إلى صفحة، وتتناقلها الأقلام والأفواه دون تبين أو تأكد من صحتها، ودون أن رادع من قول الله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور:15].
فتتسبب تلك الفرية في إثارة الفتن، وإشعال نار الفرقة والتنازع، ونسي أو تناسى قول الحبيب عليه الصلاة والسلام: «إنَّ اللهَ كرِه لكم ثلاثًا: قيلَ وقالَ وإضاعةَ المالِ وكثرةَ السُّؤالِ» (صحيح البخاري:7281)، فكيف لمن شهد أن لا إله إلا الله محمد رسول أن يفعل ما يكرهه الله؟ وأن يفعل ما هو عند الله عظيم؟ كيف سيقابل رب العزة وقد تسبب بكلمة كاذبة منه إما في خراب بيت، أو سفك دمٍ حرام، أو إشعال فتنة داخل الوطن بسببها يتفرق الناس إلى جماعات كل جماعة تحارب الأخرى؟